حكايات غريبة يحكيها أساتذة الجامعات عن أوراق الامتحانات حكايات واقعية من واقع أوراق الإجابات التي يكتشف الأساتذة أن بعض الطلاب ملؤها بمواد لا تمت للمنهج الدراسي بصلة.
أغان ورسائل حب وتوسلات واعترافات.. ومشاكل زوجية وعائلية وتهديد باستخدام الجن وأحيانا أراء سياسية.
باختصار أي شئ وكل شئ ماعدا الإجابة التي ينتظرها الأستاذ.. فماذا يفعلون في هذه الحالات الشاذة والغريبة؟
يحكي د.عاطف العراقي أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة عن ورقة إجابة احدي الطالبات التي كتبة فيها أغنية تقول فيها"راحت ليالي وجت ليالي".
ويقول أن بعض الطلبة والطالبات يلجئون إلي كتابة مثل هذه الأشياء الغريبة بدلا من الإجابة علي أسئلة الامتحانات لعجزهم عن الإجابة.
ويضيف أنه وجد في ورقة أخري مقالا كتبه طالب يهاجم فيه الدكتور طه حسين ويصفه بأقذع الألفاظ معتقدا انه له موقفا مخالفا للدين الإسلامي.
خناقة زوجية
ويحكي د.عاطف أنه وجد في ورقة أخري لأحدي الطالبات رسالة ترجوه خلالها أن ينظر إلي إجابتها برفق ورحمة لأنها لم تستطع الإجابة عن كل الأسئلة وذلك بسبب زواجها الذي تم حديثا ومنذ شهور قليلة.
وقالت الطالبة أن زوجها مطالبه كثيرة ولا يريدها أن تذاكر ويتعمد أن يعطلها عن ذلك بل وصل به الأمر إلى قيامه بتقطيع محاضراتها وختمت رسالتها بقولها "بلاش تكون أنت والزمن عليا".
ومن الإجابات الغريبة التي قابلت د.العراقي والتي تدل علي مدي جهل البعض بالإجابة التي يؤكد فيها الطالب أن عباس العقاد حي يرزق وله محل كبير في ميدان الأوبرا يدعي "أصواف العقاد" وكأنه بذلك لا يعلم شيئا عن الراحل العقاد.
وأخر كتب يقول في إجابته عن أحد الأسئلة والخاص برابعة العدوية أنها ماتت ودفنت في مسجد رابعة العدوية في مدينة نصر!
ولا ينسي الدكتور عبداللطيف عبدالحليم الاستاذ بكلية الآداب بجامعة المنوفية أبدا الطالبة التي كتبت له في ورقة الامتحان انه قد تم طلاقها قبل الامتحان بثلاثة أيام وأصابها ذلك بنوع من الاكتئاب مما أدي بدوره إلي عدم مذاكرتها لدروسها وبالتالي عدم استطاعتها الاجابة على اسئلة الامتحانات .
وأخري تزعم أنها حامل في الشهر الأخير وتلتمس الرأفة والشفقة عند تصحيح ورقتها والأدهي من ذلك احدي الطالبات التي كتبت العديد من عبارات المدح والإعجاب بالأستاذ ولكن هل يجدي ذلك نفعا ؟ لا بالطبع.
ونظرا لخبرته الطويلة في مجال التدريس فقد قابل د. عبدالحليم العديد من الطرائف وعلي سبيل المثال فقد فوجئ بورقة إجابة أحد الطلاب في قسم الاجتماع بجامعة الإسكندرية وقد قام "بفبركة" ثلاثة أسئلة في حوالي تسع صفحات بكلمات لا رابط بينها علي الإطلاق لدرجة أنه ذهل لمقدرة هذا الطالب علي "رص" هذا الكم من الكلمات التي لا معني له علي الطلاق ويتعجب كيف يمتلك هذه العقلية الممتازة ولا يستخدمها في المسار الصحيح؟ .
صدمة كبرى
وبإعجاب شديد تتذكر الدكتورة انشراح الشال أستاذ الأعلام بجامعة القاهرة أحد طلاب الفرقة الأولي فله حكاية طريفة فقد لاحظت د.انشراح وهي تقوم بتصحيح ورقة إجابته - وكان مقيدا بالسنة الأولي - أن الإجابة لمادة أخري ولسنة أخري وهذا كان بسبب اضطرابه واستعجاله فأخذ الورقة وبدأ في الإجابة دون تردد لأنه سمع أنها أحيانا تأتي بالامتحان من خارج المنهج !
وبالتالي حاول الطالب الإجابة عن الأسئلة وعند خروجه من الامتحان ومقابلته لزملائه ومناقشته لإجاباتهم كانت "صدمته الكبرى".
أما أبرز ما أراه غالبا في أوراق إجابات أبنائي الطلبة - والكلام للدكتورة انشراح - هو كتابة نفس الفقرة مرات عديدة لاعتقادهم أن المصحح لا يقرأ كل ورقة الإجابة.
أيضا لا أنسي احدي طالباتي فقد تركت ورقتها بيضاء دون كتابة أي شئ مع جملة بسيطة تقول فيها "أنا آسفة يا دكتور إنني أحس بأنني لن أستطيع الإجابة عن الأسئلة بالشكل الذي تريدينه ففضلت عدم الإجابة مطلقا".
تفاصيل جلسة عاطفية
أما ما حدث مع د.حامد طاهر نائب رئيس الجامعة والأستاذ بكلية دار العلوم سابقا فقد سمع أحد الطلبة أن المصحح لا يقرأ ورقة الإجابة فما كان من هذا الطالب الا أن قام بنقل الأسئلة حوالي خمس مرات في ورقة إجابته وبعد ذلك كتب يحكي أنه قابل اليوم في القطار القادم من الإسكندرية احدي الفتيات وأنهم تحدثوا في أمور عديدة منها الأهلي والزمالك ونجوم الفن وراح يسرد وقائع هذه الجلسة العاطفية معتقدا أن الأستاذ لن يقرأ كلامه وهذا ما جعل مجلس الكلية يتخذ قرار بفصله لاستهتاره!
وكان غريبا أن تجد د.ماجدة عز عميدة معهد البالية السابقة ورقة احدي الطالبات بيضاء تماما الا من"البسملة" فمعروف أن طلبة وطالبات معهد الباليه ملتزمون ومتفوقون وعددهم قليل
وتقول: بعد أن توصلنا إلي هذه الطالبة عرفنا أن السبب الذي منعها من الإجابة هو عدم إجادتها للغة العربية ولذلك لم تستطيع الإجابة عن الأسئلة ففصلت عدم الإجابة مطلقا.
وعندما عرضنا علي د.حامد زهران أستاذ الصحة النفسية بتربية عين شمس هذه الكتابات الطرائف التي وجدناها في إجابات الطلاب لنعرف رأي علم النفس في ذلك أكد لنا في البداية أنه تعرض لذلك كثيرا
ويري أن الطالب يجب عليه أن ينظر إلي العملية التعليمية في إطار منظومة متكاملة وتسير علي ثلاثة محاور أولا الهدف وهو أن يكون لدينا طلاب علم في كافة فروعه هدفهم اكتساب المهارات وصقلها باستخدام المحور الثاني وهو الوسائل سواء كانت معامل أو قاعات بحث وغيرها وفي النهاية التقييم وهو تقييم الأداء في ضوء الوسائل التي استخدمت ومدي تحقق هذه الأهداف فإذا كان الأداء حسن يحصل الطالب علي التقدير.
ويصيف د.زهران أما الطالب الذي لا يحصل علي تقدير ولم يكن أداؤه حسنا ووجدنا في ورقة أجابته هذا التهريج فإما أنه لا يفهم أهداف العملية التعليمية أو أنه طالب مريضا نفسيا ويجد في ورقة الا جابه المنفذ المتاح لإخراج عقده وأمراضه كأن يقوم بسب الأستاذ أو يستعطفه فهو مريض لأنه لم يستغل وقته في المذاكرة.
أما د.هاني السبكي أستاذ الطب النفسي فيري أن هؤلاء الطلاب مرضي ويحتاجون العلاج النفسي فهم يفتقرون إلي الجدية والإحساس بالمسئولية ولديهم محتوي عقلي فارغ تماما ويحتوي علي قدر كبير من التفاهة ويعانون من مشكلة البعد عن الهدف وفي الغالب لا يمثل لهم الامتحان الاهتمام ولا ينظرون إليه باعتباره مستقبلهم أو قضيتهم.
الأحد يوليو 19, 2009 9:40 am
