اعزائي كما ذكرت فى عنوان الموضوع انها حقا عجيبة من عجائب الدنيا السبع القديمة وتقع عند معشوقتي تذكرونها ..... نعم هي الاسكندرية
نتكلم هناعن منارة الاسكندرية ثالث عجائب الدنيا السبعة القديمة وكما تعلمون كانت الاسكندرية منارة العلم والفنون وكل ما هو جميل وكانت منارتها تضيء اعالى البحار ويسترشد بها كل بحار و ربان
كانت تسمى فاروس Pharos ، وكان موقعها على طرف شبه جزيرة فاروس وهي المكان الحالي لقلعة قايتباي
ومن هذا الاسم انتقلت التسمية الى اللغات الاوروبية حيث اصبحت تعني الفنار ، ففي اللغة الفرنسية مثلا تسمي Phare وفى اللغة الايطالية Faro . وكانت تعد الاعلى فى العالم حتي ظهور برج ايفل .
وكان لها اثرها على عمارة الكنائس فبنيت ابراجها متاثرة بالمنارة وانتشرت من الاسكندرية الي جميع انحاء مصر ومنها للشام وكذلك استوحي منها العرب فكرة بناء المئاذن للمساجد ومن المساجد التى تشبه ماذنها المنارة مسجد اشبيليه بالاندلس
وتعتبر منارة الاسكندرية اول منارة فى العالم واقامها المعماري الاغريقي سوستراتوس عام 270 ق.م. فى عهد بطليموس الثاني، و كان طول المنارة البالغ مائةً وعشرين مترا ،يجعلها أعلى بنايةً في ذلك العصر و يقال أن قلعة قايتباي قد أقيمت في موقع المنارة، و على أنقاضها.
و قد وصف المسعودي((رائد نظرية الانحراف الوراثي من أشهر العلماء العرب)) في عام 944 م المنار وصفا أمينا و قدَّر ارتفاعه بحوالي 230 ذراعا
و قد حدث زلزال 1303 في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون، فضرب شرق البحر المتوسط، و دمر حصون الإسكندرية و أسوارها و منارها.
و قد وصف المقريزي ((شيخ المؤرخين المصريين)) ما أصاب المدينة من دمار، و ذكر أن الأمير ركن الدين بيبر الجشنكير قد قام بترميم المنار في عام 703 هجرية.
و بعد ذلك الزلزال المدمر بنصف قرن زار ابن بطوطة الإسكندرية في رحلته الثانية في عام 1350 م وكتب يقول: "و قصدتُ المنار عند عودتي إلى بلاد المغرب فوجدته قد استولى عليه الخراب، بحيث لا يمكن دخوله و لا الصعود إليه؛ و كان الملك الناصر – رحمه الله – شرع في بناء منار بإزائه، فعاقه الموت عن إتمامه".
و يروي المؤرِخ المصري ابن إياس أنه عندما زار السلطان الأشرف قايتباي الإسكندرية، في عام 1477، أمر أن يُبنى مكان المنار برج جديد، وهو ما عُرف فيما بعد ببرج قايتباي، ثم طابية قايتباي، التي لا تزال قائمةً، حتى اليوم ونعرفها باسم قلعة قايتباي
و كانت المنارة تتكون من أربعة أقسام:
الأول عبارة عن قاعدة مربَّعة الشكل يفتح فيها العديد من النوافذ وبها حوالي 300 غرفة مجهزة لسكنى الفنيين القائمين على تشغيل المنار و أُسرهم.
أما الطابق الثاني فكان مُثمَن الأضلاع
و الثالث دائريا
و أخيرا تأتي قمة المنارة حيث يستقر الفانوس مصدر الإضاءة في المنارة يعلوه تمثال لإله البحر و الزلازل عند الإغريق بوسايدون
لم يعرف أحد يقينا كيف كان المنارة تعمل و قد ظهرت بعض الاجتهادات لم يستقر الخبراء وعلماء التاريخ على أيٍ منها. و ثمة وصف لمرآة ضخمة كاسرة للآشعة في قمة المنارة كانت تتيح رؤية السفن القادمة قبل أن تتمكن العين المجردة من رصدها.
و قد كتب الرحالة العربي القديم ابن جبير أن ضوء الفنار كان يرى من على بعد 70 ميلا في البحر.
و هناك رواية تفيد بأن مرآة المنارة و كانت إحدى الإنجازات التقنية الفائقة في عصرها قد سقطت و تحطمت في عام 700 م ولم تستبدل بغيرها؛ وفقدت المنارة صفتها الوظيفية منذ ذلك الوقت و قبل أن يدمرها الزلزال تماما.
و يقال أن الصعود إلى الفنار و النزول منه كان يتم عن طريق منحدر حلزوني؛ أما الوقود فكان يرفع إلى مكان الفانوس في الطابق الأخير بواسطة نظام هيدروليكي.
و قد وصف فورستر طريقة أخرى لرفع الوقود – الخشب – إلى موقع الفانوس، فذكر أن صفا طويلا من الحمير كان في حركة دائبة لا يتوقف ليلا أو نهارا ،صعودا ونزولا عبر المنحدر الحلزوني تحمل الوقود الخشبي على ظهورها
و في بداية القرن العشرين، قدم الأثري والمعماري الألماني هرمان ثيرش نموذجا للمنارة، في هيئة أقرب إلى نُصب تذكاري يرتفع كبرج فخم مكون من ثلاثين طابقا ويحتوي على 300 غرفة.
ثم إن فريق الباحثين الأثريين العاملين بموقع قايتباي، يسعون للحصول على كتل حجرية تنتمي لأنقاض المنارة القديمة وهم يعرفون أن واجهتها كانت تحمل لوحة تذكارية منحوتة بحروف يونانية ضخمة فإذا وجدوا تلك اللوحة أو جزء منها تأكد للجميع أن الكتل الحجرية الضخمة الغارقة بالموقع هي أنقاض المنارة