العيد من غير الحمار مينفعش

كل سنة وأنتم طيبين .. والسنة الجاية تبقوا فرحانين .. ومتخرجين .. وشغالين .. ومتجوزين .. وطبعاً إن كل ده يحصل في سنة واحدة حاجة شبه مستحيلة .. لأن احنا عندنا مسئولين جامدين خاربين البلد وسايبنا ضايعين .. ومهما نتكلم .. يعملوا ودن من طين وودن من زفت الطين!
مش عايز أنكد عليكم .. ربنا قادر ياخدهم ويريحنا وساعتها يبقى عيد بجد .. صحيح بمناسبة العيد افتكرت كنت عايز أقولكم ايه ..
لما نزلت العيد كالعادة عشان اتفسح .. مش عارف اتفسح فين؟ قولت مش حينفع أركب حمار زي زمان ولا أركب مركب ولا ألعب نيشان ولا أتشعلق في الحنتور.. الله يرحم أيام زمان .. كانت اللفة بالحمار بنص جنيه وتأكله حزمة برسيم كمان .. ولا المركب كان النفر بربع جنيه .. والنيشان بالبندقية الرش كان بخمسة وسبعين صاغ .. والشعلقة ورا الحنتور ببلاش .. ايييييييييه دونيااااا
وبعد صراع عنيف مع نفسي .. إزاي جمعاوي على سن ورمح يركب حمار ويأّكله برسيم؟؟ .. ولاّ يقعد يلعب نيشان .. رغم إن الحاجات دي زمان كانت بتفرحني .. وأحس إني ملكت الدنيا باللي فيها .. وفاكر إني لما كنت أرجع لأبويا ويسألني على العيدية .. وأقوله: صرفتها كلها ..
فيرد بإنفعال شديد وكإني أرتكبت جريمة الخيانة العظمى في حق وطن: صرفت 2.5 جنيه بحالهم في 3 أيام يا مفتري .. ويقعد يديني درس في الادخار والتحويش وإننا لازم نبقى زي النمل بيشيل السكر في الصيف عشان ياكله في الشتا .. وإزاي إخواتي بيحوشوا عشان لما يكبروا يجيبوا لنفسهم شقة وانا لما اكبر مش حعرف اجيب لنفسي حاجة ..
مسكين ابويا كان فاكر إن الـ 2.5 جنيه بتوع العيد ممكن يعملوا حاجة ومش عارف إن الفلوس اللي حوشها أخواتي طول سنين حياتهم متجبش عيشّة لكلب بلدي .. وإن النمل مبقاش يشيل سكر عشان بقى غالي وبقى يشيل عيش ناشف ..
المهم أخدت القرار حركب حمار .. يعني حركب حمار .. واللي يحصل .. يحصل .. مهما يقول عليا جمهوري .. حثبت على موقفي
يا حمار يا حبيبي .. دمك دمي وذيلك ذيلي
يا حمار صبرك صبرك .. جمعاوي حيركب ظهرك
الحمار والبرسيم .. منبعهوش بالملاليم
الموضوع قلب معايا جد .. وسخنت وحلفت يمين بالله لأركب حمار النهاردة .. فضلت أدور في الشوارع والميادين .. مش لاقي .. هو الحمير راحت فين يا جدعان .. البلد مبقاش فيها ولا حمار .. ولا حمار واحد حتى .. وكل ما أسأل عايز أركب حمار .. ألاقي فين الحمار؟؟ .. الناس تضحك عليا .. ويقولي خلاص مبقاش في الكلام ده .. دلوقتي في بلاي استيشن .. موتوسيكلات .. بيتش باجي ..
لا بقى أنا عايز حمار .. فضلت أدور لحد ما لقيته .. بس للآسف كان جارر وراه عربية خضار .. وقفت الراجل السواق بتاع الكارو .. وقولتله لو سمحت ممكن طلب بس أبوس إيدك تنفذهولي .. ومتحرمنيش منه .. نفسي أركب معاك على الحمار .. الله يخليك يا عم يا بتاع الحمار ..
والراجل وافق بعد ما لاقني حدفعله فلوس من العيدية -ابويا بقى يديني 5 جنيه مش 2.5 عشان كبرت- بس للآسف لم تكتمل فرحتي لأن الراجل بتاع الكارو أجبرني أقف أبيع معاه على العربية وانادي على الخضار ده لو كنت عايز أركب الحمار .. وفضلت أنادي:
خد فكرة واشترى بكرة .. حمرا يا طماطم .. حلوة يا كوسة وتستهلي بوسة

لحد ما ركبتك ياحمار

منقووووووووووول من موقع ؟؟؟؟؟؟ موقع وخلاص بئة